تحولت الجهود المبذولة للحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا، والتي بدأت بإعلان شومان في عام 1950، إلى عملية تكامل شاملة بمرور الوقت وأصبحت أساس الاتحاد الأوروبي اليوم.
نحتفل مع شعوب أوروبا الأخرى في التاسع من مايو/ أيار، الذكرى السنوية لإعلان شومان ، باعتباره "يوم أوروبا" في بلدنا منذ عام 1999؛ العام الذي يوافق الإعلان الرسمي عن حالة مرشح بلدنا إلى الاتحاد الأوروبي.
ندرك مرة أخرى أهمية الجهود المشتركة في الحفاظ على السلام، حيث نحتفل بيوم أوروبا وسط تحديات معقدة مثل أمن الطاقة، والهجرة غير الشرعية، والاضطرابات في سلاسل الغذاء والإمداد التي سببتها الحرب في أوكرانيا. يدفعنا الوضع الحالي إلى إعادة النظر من وجهة نظر استراتيجية، والمساهمة التي ستقدمها العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي لحل هذه المشاكل بمجرد تحسنها في جميع الجوانب، لا سيما فيما يتعلق بمفاوضات الانضمام.
في هذه الفترة التي يعاد فيها تشكيل الهيكل الأمني الأوروبي، تعد تركيا، حليفة الناتو والدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لاعبا رئيسيا سيساهم بشكل أكبر في أمن واستقرار منطقتها والنظام الدولي. وبهذا الفهم، سيكون من مصلحة الجانبين إزالة العقبات السياسية أمام تركيا والارتقاء بعلاقاتنا إلى المستوى الذي تستحقه.
خضعت عملية التكامل الأوروبي للعديد من الاختبارات على مر السنين، ووصلت في بعض الأحيان إلى نقطة مشتركة على مستوى الاتحاد على الرغم من الاختلافات في السياسات الوطنية. واليوم، يواصل الاتحاد الأوروبي تطوير سياسات وتفاهمات جديدة ضد الظروف المتغيرة والتحديات متعددة الطبقات. إن إعادة إدخال سياسة التوسع مع حرب أوكرانيا هو أحدث مثال على ذلك. ونتوقع بشكل أساسي أن تكتمل عملية التفاوض، التي يشرع فيها بلدنا بهدف العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، بنهج عادل وموجه نحو تحقيق النتائج دون أن يتحول إلى أداة لبعض السياسات الوطنية.
بمناسبة اليوم الأوروبي، الذي يحتفل بأهمية الوحدة والتضامن، نشكر الاتحاد الأوروبي مرة أخرى على تضامنه مع الشعب التركي في أعقاب الزلازل التي ضربت بلادنا مباشرة ونحتفل بيوم أوروبا في 9 مايو/ أيار.