إن التصريح الذي أدلى به السيد فان رومبوي رئيس المجلس الأوربي بعد قيام الجانب القبرصي اليوناني بتعليق المفاوضات التي تجري في قبرص برعاية الأمم المتحدة، أظهر مرة أخرى إصرار الاتحاد الأوربي على عدم فهم الأوضاع المتعلقة بالموضوع القبرصي، والأوضاع الناتجة عن الخلاف الذي ظهر نتيجة الخطوات الأحادية الجانب التي اتخذتها السلطات القبرصية الجنوبية اليونانية فيما يخص مصادر الهيدروكربونات في شرقي البحر الأبيض المتوسط، وكذلك الإصرار على عدم فهم الأسباب التي أدت إلى ذلك.

ويظهر هذا الإصرار أيضا صعوبة قيام الاتحاد الأوربي بتقديم المساعدة للجهود المتواصلة من أجل إيجاد حل شامل للمشكلة، حيث أن الاتحاد الأوربي ارتكب خطأ بضمه السلطات القبرصية الجنوبية اليونانية إلى الاتحاد قبل حل المشكلة القبرصية.

ننتظر من الاتحاد الأوربي الخروج سريعا من هذا الطريق المسدود، والمبادرة إلى اتخاذ موقف متوازن وأكثر جدية لتوجيه الجانب القبرصي اليوناني إلى طريق حل هذه المشكلة ولو كان الوقت قد تأخر.

وبذلك فقط يمكن للاتحاد الأوربي أن يساهم في تحويل منطقة شرق المتوسط إلى منطقة يسودها الازدهار والتعاون.