الرقم: 303، التاريخ: 8 كانون الأول/ديسمبر 2015، بيان حول الأنشطة التدريبية التي تجريها تركيا في بعشيقة

ترى الجمهورية التركية في تنظيم داعش الإرهابي وفي تواجده في المنطقة تهديداً كبيراً على أمنها القومي، وتحرص على بذل الجهود من أجل اتخاذ كافة التدابير اللازمة للقضاء على هذا التنظيم، وتصحيح الظروف التي أدت إلى ظهوره.

وانطلاقاً من هذا المفهوم، ساهمت تركيا منذ اليوم الأول ومازالت - وبشكل فعال - في أعمال التحالف الدولي الذي تشكل من أجل مكافحة تنظيم داعش، وتقدم الدعم أيضاً لنضال جارتها وصديقتها العراق التي يقع ثلث مساحة أراضيها تحت احتلال هذا التنظيم.

وفي هذا الإطار، قامت تركيا بتدريب أكثر من 5 آلاف عنصر عراقي لغاية اليوم، إضافة إلى تقديمها شتى أنواع المعدات العسكرية للحكومة العراقية ولإدارة الإقليم الكردي العراقي على سبيل المساعدات.

وفي الآونة الأخيرة، تم تداول أخبار وتعليقات مبيّتة ومبالغ فيها وخاطئة حول الأنشطة التدريبية التي تجريها تركيا منذ شهر آذار/مارس 2015 في المنشأة التدريبية المُقامة في بعشيقة، والتدابير الأمنية المتخذة لضمان أمن وسلامة المعسكر والمدربين الموجودين فيه.

والعناصر الأتراك الموجودين في بعشيقة مكلفون بتدريب المتطوعين العراقيين في إطار مكافحة تنظيم داعش، ولم يتم تكليف هذه القوات بأية مهام ومسؤوليات قتالية.

تملك تركيا حساسية كبيرة تجاه سيادة العراق وحماية وحدة أراضيها، وتنتظر من كافة الدول أيضاً أن تحذو حذوها في هذا الخصوص، ولذلك لا يمكن القبول - حتى - بمجرد التفكير في اتخاذ خطوة من شأنها النيل من هذه الحساسية أو إضعافها. وانطلاقا من هذا المفهوم، قمنا قبل يومين بوقف انتقال القوات إلى بعشيقة بسبب الحساسية التي تولدت لدى السلطات والرأي العام في العراق الصديقة والشقيقة نتيجة الأخبار التي تم تداولها بشكل مبالغ فيها.

وقام السيد مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية والسيد عصمت يلماز وزير الدفاع الوطني في الجمهورية التركية بالاتصال هاتفياً بنظيريهما العراقيين ونقل هذه الأمور إليهما. كما أرسل السيد أحمد داوود أوغلو رئيس وزراء الجمهورية التركية رسالة إلى السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق حول الأنشطة التي تجريها تركيا في بعشيقة.

وفي إطار العلاقات الوثيقة بين تركيا والعراق والإسهامات التي نقدمها للعراق في إطار مكافحتها لتنظيم داعش، نرى أن يتم بحث هذا الموضوع بين السيدين وزيري الدفاع في البلدين واتخاذ مايلزم من إجراءات لزيادة أو تقليص عدد العناصر العسكريين وفقاً للاتفاق الذي سيتوصلان إليه بخصوص الأنشطة التي تجريها تركيا من أجل تدريب المتطوعين العراقيين في بعشيقة، وعدد العناصر الأتراك المتواجدين هناك.

وباعتبارها دولة تضررت كثيراً من الإرهاب وقدمت الدعم للعراق في كفاحها المرير، ستواصل تركيا تقديم العون والمساعدة اللازمة للحكومة العراقية في مكافحتها لتنظيم داعش الذي يعتبر عدواً مشتركاً لنا، وذلك في إطار التشاور والتنسيق معها.