
مرت ثماني سنوات على رحيل هرانت دينك الذي عمل بمشاعره وأفكاره على تسليط الضوء على إحدى القضايا الهامة التي ورثتها الجمهورية التركية من الإمبراطورية العثمانية. نتمنى الصبر والسلوان لعائلته المفجوعة ولمحبيه.
لقد كان هرانت دينك مفكراً أناضولياً قديراً، يبحث عن طريقة ووسيلة لإقامة مستقبل مشترك للأتراك والأرمن، دون التنازل عن أصله الأرمني وعن انتمائه لتركيا. فإننا نرغب في فتح ابواب العقول والقلوب من خلال ضوء الشعلة التي أنارها دينك في درب الصداقة وضم وحدة الحال الى الصداقة التركية الأرمنية في مضمونها، وعمل بعقله وقلبه من أجل تجاوز الآلام الراسخة وتذكيُّر الوحدة التاريخية
وانطلاقا من هذا المفهوم، ندعو كل المؤمنين بالصداقة التركية الأرمنية إلى المساهمة في إحداث انطلاقة جديدة، ونخاطب كافة الأرمن بالقول:
لقد أوضحت تركيا فيما سبق أن سياسات تغيير الأماكن جبراً والتي يتم اللجوء إليها خلال الحروب، بما فيها ما جرى في عام 1915، قد أدت إلى حدوث تداعيات غير إنسانية. ومن هنا، فإن تركيا تشاطر آلام الأرمن، وتعمل بصبر وثبات على توحيد المشاعر والعواطف بين الجانبين. ومن أجل تجاوز حالة الخصومة التي استأثرت على علاقاتنا نعتبر رسالة التعزية التي أرسلناها بتاريخ 23 نيسان/أبريل 2014 من أكثر التعابير الملموسة دلالةً على هذه المقاربة، بحكم رسمها للخطوط الرئيسية المتعلقة بكيفية التحرك، بما في ذلك الحوار. والسبيل لتجاوز الصدمة الكبيرة التي أوقفت الزمن في عام 1915، تبدأ بهدم المحرمات. وقد تجاوزت تركيا هذه النقطة، واصمّت آذانها عن الخُطَب والصور والتعميمات الموروثة من الماضي.
بإمكان الشعبين القديمين أن يتوصلا الى نضج في كيفية فهم بعضهما البعض، وأن ينظرا سوية باتجاه المستقبل. يمكن للأتراك والأرمن الذين يتقاسمون تاريخاً طويلاً ويعيشون في نفس المنطقة أن يتناولوا جميع قضاياهم و يبحثوا فقط فيما بينهم عن حلول.
من الضرورة تطوير مفهوم الثقة والتعاون المتبادل، يجب أن نتعرف مجددا على بعضنا البعض في ضوء تاريخنا المشترك الذي يعود إلى 800 عام وأن نقيم علاقات إنسانية. لذلك ندعو اصدقائنا الارمن لزيارة تركيا اكثر وإزالة الأحكام المسبقة المتبادلة.
سوف نستمر في التمسك بالشخصيات الأرمنية التي قدمت إسهامات قيمة للتراث الأرمني وللثقافة العثمانية/التركية بالشكل والأهمية التي تستحقها.
ان نوايانا صادقة في إمكانية تقاسم الآلام وتضميد الجراح وإقامة الصداقات مجددا.
فالصداقة والسلام هي أفقنا.
انقر هنا للإطلاع على النص باللغة الأرمنية