الجميع يعرف الأهمية التي توليها تركيا التي تربطها مع العالم العربي روابط تاريخية وإنسانية متميزة، لموضوع الحفاظ على الأمن والاستقرار والازدهار في الدول العربية الشقيقة، والدعم القوي الذي تقدمه للقضايا المشتركة في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها القدس.
إن الدعم الذي تقدمه تركيا من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ووحدتها السياسية، والجهود التي تبذلها بغية إحلال السلام والاستقرار الدائمين في هذا البلد، والمسؤوليات التي تتولاها حيال ما يزيد عن 3,5 مليون من أشقائها السوريين الذين تستضيفهم، واضحة وجلية. أما العملية التي تجريها القوات المسلحة التركية في عفرين فهي تهدف إلى القضاء على التهديدات الإرهابية الموجهة إلى تركيا.
ولا يمكن، والحالة هذه، فهم التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية الإماراتي بأن تركيا تتدخل في سورية وتشكل تهديداً على العالم العربي، ولا يمكن مواءمة هذا التصريح مع النوايا الحسنة. وفي الواقع فإننا نعلم جيداً الأوساط التي يعمل المسؤولون الإماراتيون على خدمتها من خلال قيامهم منذ مدة بالإدلاء بتصريحات من شأنها أن تشوه تاريخنا وعلاقاتنا مع العالم العربي.
وما يتوجب القيام به في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة هو إقامة التضامن في مواجهة المشاكل الإقليمية وإعراب كل دولة عن إرادتها فيما يخص تحملها للمسؤوليات الملقاة على عاتقها بغية حل تلك المشاكل، وليس زرع بذور النفاق فيما بين الشعوب الصديقة والشقيقة التي تملك مصيراً مشتركاً.