يصادف اليوم الذكرى السبعين لتأسيس حلف الناتو. وهناك دور هام جداً ينبغي على
حلف الناتو أن يتولاه في هذه الأيام أيضاً على صعيد مجابهة التحديات الأمنية
السائدة، وهو ما تم التأكيد عليه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في
حلف الناتو والذي انعقد في واشنطن بهذه المناسبة.
إن الطبيعة الخاصة للحلف والقيم المشتركة بين الحلفاء والعمل معاً ضد
التهديدات المشتركة انطلاقاً من فكرة التهديد الجماعي، ما هي إلا مفاهيم ساهمت
في نقل الحلف إلى أيامنا هذه. ويعد حلف الناتو حلفاً سياسياً وعسكرياً، وهو
أيضاً منتدى تشاورياً هاماً تتجسد فيه الروابط عبر الأطلسي. وإضافة إلى ذلك،
تمكن الحلف من التكيف مع آخر المستجدات، ولا سيما من خلال الأعمال التي قام
بها مع الدول الشريكة على مختلف الصعد.
إن حلف الناتو، ومن خلال تحليه بهذه المزايا، يحتفظ بمكانته المحورية ضمن
الخطط الدفاعية والأمنية لتركيا. وتأتي تركيا في مقدمة الحلفاء الذين يقدمون
أكبر الإسهامات والمساعدات لحلف الناتو الذي اكتسبت عضويته منذ 67 عاماً.
وتقدم تركيا قيمة مضافة هامة لديمومة المنطقة الأوربية الأطلسية، وبالتالي
ديمومة حلفائها، وذلك من خلال الإسهامات التي تقدمها بشكل مباشر لحلف الناتو،
والكفاح الشامل والحازم الذي تخوضه ضد التحديات الأمنية المستجدة، وفي مقدمتها
الإرهاب. وفي هذا الإطار، تنتظر تركيا من حلفائها أيضاً أن يبدوا، وبنفس
الطريقة، تضامناً كاملاً معها في مواجهة التحديات الأمنية المستجدة، وخاصة
التهديدات المباشرة التي تتعرض لها.
وانطلاقاً من هذا المفهوم، ستواصل تركيا دعمها لزيادة تعزيز التضامن والتعاون
والانسجام بين الحلفاء، وتطوير قدرة الحلف على الاستجابة للتحديات الأمنية
الحالية والمستقبلية على حد سواء.