الرقم : 33، التاريخ: 26 كانون الثاني/يناير 2015، بيان حول اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 27 كانون الثاني/يناير "يوما عالميا لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست" بموجب القرار الذي اتخذته في عام 2005. حيث يعتبر السابع من كانون الثاني/يناير تاريخ تحرير معسكرات الموت في أوشويتز بيركيناو التي أقامها النظام النازي على الأراضي البولونية والتي تعتبر من المعسكرات التي شهدت أكبر عدد من القتلى في إطار الهولوكوست. ويقوم العالم أجمع في كل عام بتنظيم فعاليات ونشاطات مختلفة لإحياء ذكرى هذا اليوم الذي يمتاز بمعان كثيرة.

وبمناسبة هذا اليوم الخاص الذي نحيي ذكراه السبعين في هذا العام، نحيي مرة أخرى ذكرى ملايين الأبرياء الذين فقدوا حياتهم، وفي مقدمتهم اليهود، ونتوجه بتعازينا لذويهم.

نتمنى من الجميع أن يأخذ العبر من الهولوكوست الذي يشكل إحدى أكثر الصفحات سوادا في تاريخ الإنسانية، ونرى وجوب التحرك بشكل جماعي للحؤول دون حدوث مثل هذه الوحشية مرة أخرى، ودون تكرار الظروف التي من شأنها أن تمهد الطريق أمام ارتكاب مثل هذه الجريمة التي لا يمكن للعقل البشري أن يستوعبها. وإضافة لذلك، نلاحظ في أيامنا هذه أيضا استمرار معاداة السامية التي تشكل أساس الإيديولوجية النازية اللاإنسانية، ونؤمن بأهمية مواصلة مكافحة هذه الظاهرة دون كلل أو ملل.

وانطلاقا من هذا المفهوم فإن تركيا تشارك بصفة مراقب ومنذ عام 2008 في الفعاليات التي ينظمها "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)". وفي هذا الإطار يتم تنظيم العديد من الفعاليات في تركيا لزيادة المعرفة لدى المواطنين بموضوع الهولوكوست، ويتم رفد هذه الجهود بمختلف النشاطات التعليمية.

لقد وقفت تركيا في مواجهة هذا الظلم الكبير الذي ارتكبه النظام النازي، وبذلت جهودا كبيرة من أجل عدم الدخول في الحرب، وفتحت أبوابها لمئات العلماء والفنانين الذين هربوا من ألمانيا والنمسا الخاضعتين للإدارة النازية، وذلك عندما بدأ اليهود يتعرضون للتمييز العنصري في ثلاثينيات القرن الماضي. واليوم أيضا نحيي ذكرى هؤلاء الأشخاص الذين قدموا إسهامات كبيرة للأوساط العلمية وللتعليم العالي في تركيا.

لقد عملت تركيا كل ما بوسعها لمساعدة الأبرياء خلال الحرب العالمية الثانية التي ارتكب فيها الهولوكوست بكل وحشية. وقام الديبلوماسيون الأتراك الذين كانوا يعملون في بعض الدول الأوربية في تلك الحقبة بإنقاذ عدد لا يستهان به من الناس من السّوْق إلى معسكرات الموت، مبدين بذلك نموذجا كبيرا للشجاعة.

إن تركيا التي دافعت عن ضرورة إقامة العلاقات الدولية على أسس تتمتع بمزيد من الإنسانية، وتبنت على الدوام موقفا مبدئيا حيال المواضيع الإنسانية، تعرب في كل مناسبة عن حساسيتها تجاه القضايا الإنسانية، وفي مقدمتها الهولوكوست.

وفي هذا السياق، يقوم السيد مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية بتمثيل الجمهورية التركية في مراسم إحياء الذكرى التي ستقام اليوم على مستوى رفيع في معسكرات الموت في أوشويتز بيركيناو. وسيضم الوفد الذي سيترأسه السيد تشاووش أوغلو وزير الخارجية، مسؤولين من الطائفة اليهودية في تركيا أيضا.

كما سيشارك السيد جميل تشيتشاك رئيس مجلس الأمة التركي الكبير في فعاليات إحياء ذكرى الهولوكوست التي سينظمها البرلمان التشيكي في براغ يومي 26-27 كانون الثاني/يناير 2015، بالتعاون مع البرلمان الأوربي، وسيلقي كلمة في المنتدى الدولي الذي سينظم في هذا السياق.

وقامت الطائفة اليهودية في تركيا في السنوات الأربعة الأخيرة بتنظيم مختلف الفعاليات بهذه المناسبة. وفي هذا العام الذي يصادف الذكرى السنوية السبعين ستقيم جامعة بيلكانت في أنقرة فعالية لإحياء الذكرى السنوية للهولوكوست يشارك فيها السيد جميل تشيتشاك رئيس مجلس الأمة التركي الكبير.

نتمنى أن تشكل هذه الفعاليات بمجملها مناسبة لزيادة الحساسية تجاه الهولوكوست والقضايا الإنسانية الأخرى، ولمنع تكرار مثل هذه الأعمال الوحشية في المستقبل.