يصادف اليوم الذكرى السنوية الثانية والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة.
إن جائحة كوفيد-19، التي تمثل أحد أصعب التحديات التي تواجه على المستوى العالمي وتهدد الحقوق والحريات الأساسية في جميع أنحاء العالم، وخاصة الحق في الصحة والحياة، تكشف بوضوح مرة أخرى أهمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
خلال هذه الفترة الصعبة من الوباء التي نمر بها، تواصل تركيا بحزم اتخاذ خطوات موجهة نحو حقوق الإنسان. وبالإضافة إلى السياسات التي نفذتها تركيا من أجل مواطنيها واللاجئين الذين تستضيفهم، فإنها تدعم القرارات والمبادرات التي تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان الأساسية في مكافحة الوباء في المنصات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، في ضوء سياسة تركيا الخارجية المبادرة والإنسانية.
بينما تلعب تركيا دورا رياديا في تشكيل المبادرات المهمة على الطاولة بفضل التقاليد الدبلوماسية المتجذرة التي نرثها، فإنها تصل أيضا بسرعة وفعالية إلى الأشخاص المحتاجين في الميدان في جميع أنحاء العالم بفضل قوة قيمنا التي ترتقي بها حضارتنا. وإدراكًا منها لأهمية التضامن العالمي في مكافحة الوباء، فقد كانت تركيا من بين الدول الرائدة في العالم فيما يتعلق بالحصول على المعدات الطبية وعمليات الإجلاء.
على الرغم من الظروف الصعبة التي خلقها وباء كوفيد-19، فقد واصلت تركيا لعب دور نموذجي في مواجهة أزمة اللاجئين حيث واجه المجتمع الدولي صعوبة في اتخاذ خطوات ملموسة. لقد واصلت تركيا تقديم يد العون للفارين من الاضطهاد والعنف، بغض النظر عن لغتهم ودينهم وثقافتهم وأصلهم. لقد واصلنا جهودها لضمان عودة آمنة وطوعية للأشقاء السوريين إلى وطنهم.
نلاحظ أن كراهية الأجانب وكراهية الإسلام والتعصب والتمييز وخطاب الكراهية، التي تهدد السلام الاجتماعي والهدوء في جميع أنحاء العالم، تتزايد مع انتشار وباء كوفيد-19. وفي هذا السياق، ومن أجل الامتثال لحرية الدين والضمير وحظر التمييز، التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ستواصل تركيا قيادة المبادرات العالمية لمكافحة الاتجاهات التي تهدد السلام والهدوء، كما ستواصل طرح هذه المشاكل على أجندة المجتمع الدولي.
لقد أثبت هذا العام الصعب، الذي يصادف أيضاً الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، مرة أخرى أهمية التعاون والتضامن الدوليين. لا يمكن ترسيخ احترام حقوق الإنسان على المستوى الدولي إلا إذا تصرف المجتمع الدولي بالإحساس بالمسؤولية المشتركة.
نعتقد أنه لا يمكن التغلب على التهديدات التي يواجهها العالم مثل جائحة كوفيد-19 والإرهاب والتطرف والعنصرية إلا إذا اتخذت البلدان خطوات صادقة وحاسمة تتماشى مع روح التعاون. بينما سنواصل حماية حقوق الإنسان على أعلى مستوى في بلدنا، سنستمر بحزم كفاحنا من أجل جميع الضحايا الذين تُنتهك حقوقهم في جميع أنحاء العالم.
أتوجه بخالص التهاني لشعبنا وللعالم أجمع بمناسبة يوم حقوق الإنسان، متمنيا أن تكون حقوق الإنسان والقيم الإنسانية عالية دائما.