الرقم: 320، التاريخ: 31 أكتوبر/تشرين الأول 2019، بيان صحفي حول القرارات التي تم إقرارها من قبل البرلمان الفرنسي بشأن عملية نبع السلام

ندين بشدة ونرفض القرارات التي اتخذها مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية الفرنسيان بشأن عملية نبع السلام.

يتضح جيدا أن تبني فرانسا هذه القرارات يعكس خيبة أملها بسبب فشل جهودها لإقامة دويلة إرهابية في سوريا.

باتخاذ مثل هذه الخطوات، أعلن البرلمان الفرنسي والحكومة الفرنسية التي تدعم هذه القرارات للعالم مرة أخرى، أنهما يقفان بجانب تنظيم "ب ي د/ي ب ك" الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" المصنفة إرهابيا لدى الاتحاد الأوروبي. وليس مثيرا للدهشة بالنسبة لتركيا، موقف البرلمان الفرنسي، حيث تمت استضافة الإرهابيين في قصر الإليزيه على أعلى المستويات.

على الرغم من التحذيرات التركية المتكررة لحلفائها بشأن عدم إقامة الشراكة مع تنظيم إرهابي آخر وهو "ب ي د/ي ب ك" ضد منظمة "داعش"، إلا أن فرنسا دعمت منظمة إرهابية تشكل تهديدا حيويا ضد الأمن القومي التركي، تحت عباءة مكافحة "داعش" وأصرت على خطأ وضع "ب ي د/ ي ب ك" والسوريين الأكراد في نفس الكفة.

إن ما يسمى ب"رومانسية ب ي د/ي ب ك"، التي تشل رؤية الواقع للبرلمان الفرنسي والحكومة الفرنسية، جعلت فرنسا أعمى و صماء حيال اضطهاد تنظيم "ب ي د/ي ب ك" الذي يزعم أنه يمثل الأكراد، لجميع المكونات التي تخضع لسيطرتها في سوريا، وفي مقدمتهم العرب والأكراد و التركمان والمسيحيون.

كما تم التعبير عنه سابقًا في كل مناسبة، تم تنفيذ عملية نبع السلام على أساس القانون الدولي، وفقًا لحقنا في الدفاع عن النفس الناشئ عن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وبموجب قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلقة بشأن مكافحة الإرهاب. كما تم تسجيل شرعية العملية من خلال الاتفاقيات الأخيرة التي أبرمتها تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا.

ومن خلال التصريحات التي تم إدلائها من قبل تركيا للمجتمع الدولي والمحاورين الأجانب على أعلى المستويات في كل المناسبات، تم الرفض أو التوضيح اللازم لكل المزاعم التي أدلى بها أعضاء البرلمان أو المسؤولون الحكوميون أثناء عمليات صنع القرار في البرلمان. إن تبني البرلمان الفرنسي لقرارات لا تتفق مع الحقائق، على الرغم من جميع مبادراتنا وتصريحاتنا، لا يمكن تفسيره إلا من خلال انحيازها وانعدامها للحس السليم تجاه تركيا، وبيأسها فيما يتعلق بسوريا.

لا يحق لأي دولة أن تعطي دروسا لتركيا حول مكافحة "داعش". إن الدولة التي تتردد في إعادة مواطنيها المنخرطين في صفوف داعش بسوريا، أن تلقي اتهامات لتركيا التي حاربت ضد داعش في الميدان وجها لوجه وقدمت شهداء وتنفذ العمليات ضد التنظيم باستمرار.

من المفارقات التاريخية أن القرار الأخير لأولئك الذين يزعمون أن عملية نبع السلام ستوقف الجهود لإيجاد حل سياسي للصراع السوري يتم قبوله في نفس اليوم الذي تم فيه عقد الاجتماع الأول للجنة الدستورية، والذي جلب زخماً جديداً للعملية السياسية.

ندعو مرة أخرى البرلمان والحكومة فرنسيين إلى الوقوف بجانب تركيا، حليف الناتو وحليف أوروبا، وإبداء التضامن معها، وليس مع الإرهابيين في المكافحة ضد الإرهاب.