إنه لمن المستغرب أن تصر روسيا الاتحادية على مواصلة تسليط الأضواء على تطبيق وتنفيذ اتفاقية مونترو.

هذا وقد كان الجانب الروسي قد ادعى عبر التصريحات التي نقلتها عنه وسائل الإعلام بتاريخ 3 نيسان/أبريل 2014 أن السفن الحربية الأمريكية قد مددت مدة بقائها في البحر الأسود مرتين في الآونة الأخيرة بشكل مخالف لاتفاقية مونترو. أما التصريح الأخير الذي صدر بتاريخ 10 نيسان/أبريل فقد أوضح أن السفينة "USS Taylor" هي التي بقيت فقط في البحر الأسود لمدة تتجاوز 21 يوما.

وكما قالت وسائل الإعلام فإن السفينة المذكورة توقفت عن الحركة نتيجة عطل أصاب مروحتها خلال دخولها ميناء سامسون، وبسبب عدم التمكن من إصلاحها فقد تم سحبها من البحر الأسود وإخراجها من المضائق بواسطة سفينة قاطرة. وقد تم إبلاغ روسيا الاتحادية والأطراف الأخرى في اتفاقية مونترو بهذا الأمر. ومن غير الممكن أن نفهم الإدعاءات المتعلقة بانتهاك سفينة فقدت القدرة على الحركة لاتفاقية مونترو وإظهار المدة التي استغرقتها محاولة إصلاحها في مينائنا كمبرر لهذه الإدعاءات.

أما السفينة الثانية وهي السفينة الحربية الأمريكية "USS Truxtun" التي لم يشر إليها بالاسم في التصريحات الروسية ولكن أشارت إليها وسائل الإعلام الروسية، وعلى الرغم من انها غيرت تاريخ عودتها من المضائق، إلا أنها لم غادرت البحر الأسود خلال مدة 21 يوما التي نصت عليها اتفاقية مونترو. وبالتالي لا يمكن الحديث عن انتهاك قد وقع.

وكما فعلت منذ 78 عاما ستواصل تركيا وبكل دقة تنفيذ اتفاقية مونترو التي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على أمن الدول المطلة على البحر الأسود. وإن جعل الأحكام الفنية الواردة في الاتفاقية موضوعا للنقاش عبر وسائل الإعلام لن يفيد أي طرف من الأطراف، وخاصة الدول المطلة على البحر الأسود والدول الأطراف في اتفاقية مونترو.

وقد أبلغت وزارة الخارجية هذه الأمور بشكل صريح لمسؤول السفارة الروسية الذي دعي إلى الوزارة البارحة (11 نيسان/أبريل).